بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين . الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله سبحانه وتعالى .

أعزائي المشاهدين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في حلقة جديدة من برنامجكم أشربة القرآن الكريم في جزئه الأول .

طبعاً جاءني كثيراً من الأسئلة والاستفسارات عن حلقات الزنجيل وإني أسأل الله سبحانه وتعالى أن أكون قد وفقت في عرض هذه الحلقات بإذن الله . سنبدأ اليوم عملاقا عظيما رائعا ممتازا لا يقل درجة ولا تفوقا عن الزنجبيل ألا وهو اللبأ ، ليس اللبن إنما اللبأ بكسر اللام ، هكذا ورد في قاموس المحيط وفي مختار الصحاح .

طيب ، ما هو اللبأ ؟ يعني كثير من الناس قالوا لي : عرفنا إيش هو اللبأ ؟ نقول اللبأ هو مادة تخرج من ضرع الماشية في الأيام الثلاثة الأولى بعد الولادة (Uruakpa et.al., 2002)  . إذن أعيد : ما هو اللبأ ؟ اللبأ هو مادة تخرج من ضرع الماشية من ضرع الأغنام والأبقار والإبل وحتى كل الثدييات وحتى الإنسان في الأيام الثلاثة الأولى بعد الولادة وهي في الحقيقة مادة صمغية.

يتميز اللبأ في الحقيقة بغناه بتركيب ممتاز عظيم . طبعاً نشاهد في هذه الصورة ، هذه هي صورة اللبأ كما تشاهدونها أمامكم ، وأقول لما درسنا اللبن في قسم اللبن من الموسوعة قلنا إن اللبن غذاء عظيم ويحتوي على كل الأحماض الأمينية .. يحتوي على كل البروتينات ، كل الكربوهيدرات ، كل الأملاح والمعادن وكل الفيتامينات موجودة في اللبن (Cajigas, 1992)  . ومن ثم قلنا واستنتجنا أن اللبن يعتبر شراب كامل وغذاء كامل في هذا الموضوع . وأنا أذكر بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه : ومن سقاه الله لبنا فليقل أللهم بارك لنا فيه وزدنا منه فإني لست أعلم شيئا يجزئ عن الطعام والشراب إلا اللبن . هكذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم وتشير الأبحاث العلمية بالنسبة إلى اللبن .

أما بالنسبة للبأ يا جماعة فالوضع يختلف ، اللبأ يحتوي على كل المواد العظيمة من كربوهيدرات وبروتينات ودهون وفيتامينات وأملاح الموجودة في اللبن إضافة إلى ذلك فهو يحتوي على مركبات مناعية وعوامل نمو أخرى ففيه أشياء زيادة (Uruakpa et.al., 2002) . وبالتالي ليس هذا فقط الأشياء الأخرى من كربوهايدرات وبروتينات ودهون وكل هذه الأشياء موجودة في اللبأ بشكل مركز جدا ، كما يقول الرسول فإني لست أعلم شيئا يجزئ عن الطعام والشراب إلا اللبن فإني أقول : لست أعلم شيئا يجزئ عن اللبن إلا اللبأ . وفي الحقيقة إن العوامل المناعية وعوامل النمو الموجودة في اللبأ والتي تزيد عن اللبن في الحقيقة هي سميت كذلك ظلما .

سنرى الآن ونحن ندرس إن شاء الله أن تراكيب اللبأ وما يحتويه أن هذه الأجسام المناعية وعوامل النمو التي نتحدث عنها إذا أسميناها أجسام مناعية وعوامل نمو قيدنا وظيفتها لأنه في الحقيقة هي لها وظيفة عظيمة وأكبر بكثير من موضوع المناعة وموضوع النمو ، إذن فالموضوع أوسع من ذلك بشكل كبير .

الآن هناك آية علمية من الله سبحانه وتعالى علي وعلى المسلمين باكتشافها ألا وهي أن اللبأ يذكره القرآن الكريم ولا تنسوا أن اسم البرنامج هو " أشربة القرآن الكريم " فلولا أن كان هذا الشراب مذكوراً في القرآن الكريم لما ذكرناه . وبالتالي يأتيني واحد ويقول : يا أخي أنا فتخت القرآن وأنا حافظ القرآن كاملا لم ترد كلمة لبأ في القرآن الكريم ولا لمرة واحدة ! أقول هذا الكلام صحيح ولكن الله سبحانه وتعالى ذكر العسل دون أن يذكر اسمه ، ذكره في آية صراحة وفي أية أخرى لم يذكرهم ، ولكن أقول تأمل الآية التي يقول فيها الله سبحانه وتعالى " وإن لكم في الأنعام لعبرة " هذه الآية في سورة المؤمنون " وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها " ( وسكت الله ولم يذكر ما يسقينا من بطونها ) " نسقيكم مما في بطونها ولكم منها منافع كثيرة ومنها تأكلون " طيب ، ماذا يخرج من بطن الماشية ؟ بلا شك أن هناك كثيرا من الأشياء تخرج من بطن الماشية لعل أهمها على الإطلاق اللبأ الذي يخرج في البداية ثم اللبن . إذن هذه الآية تحمل في معناها اللبأ وهذا في الحقيقة يشبه قوله تعالى في العسل . الله سبحانه وتعالى قال في سورة النحل " وأوحى ربك إلى النحل " إلى آخر الآية ثم قال " يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس " الناس زمان كانوا يقولون الشراب يعني العسل ، جاء العلم الحديث ، سبحان الله أنا كنت أتفكر في هذه النقطة وفوجئت أن علماء أفاضل من علمائنا المسلمين أيضا أشاروا إلى هذه النقطة وذكروها : إن البطن في اللغة هو الجوف فيخرج من بطونها أي من أجوافها شراب مختلف ألوانه ولذلك بدأ هؤلاء العلماء يقولون العسل ليس هو الشراب الوحيد الذي يخرح من بطن النحلة ، هناك غذاء ملكات النحل ، وهناك أيضا ماذا ؟ الشمع وسم النحل ، سبحان الله ، والعكبر ، مادة اسمها العكبر أو بالإنجليزي تسمى propolis . هذه الخمس مواد تخرج من بطن النحلة إذا تأملناها كلها من نوع الشراب وفيها شفاء للناس . العكبر فيه شقاء للناس والعسل فيه شفاء للناس وشمع النحل فيه شفاء للناس وغذاء ملكات النحل وحتى سم النحل الآن بدأت تشير الأبحاث والدراسات إلى أن سم النحل في الحقيقة يعتبر دواء رائعا لعلاج التهاب المفاصل وبعض الأنواع من الإكزيما وما إلى ذلك فإذن سبحان الله .

ولذلك قالت الآية " يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه " قد يكون مقصود الألوان يعني العسل الأبيض والأسود والأحمر وكذا وقد يكون المقصود بالألوان الأنواع ، يعني العكبر وسم النحل والشمع وغذاء ملكات النحل وهكذا . أقول إذن الآية الأولى تؤكد على هذا الموضوع والتي سأعيدها على مسامعكم مرة أخرى ، يقول الله سبحانه وتعالى " وإن لكم في الأنعام لعبرة تسقيكم مما في بطونها " ولم يحدد فإذن اللبأ واللبن يخرج من بطن الماشية ، تمام " ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون " .

طيب ، هل هذا هو المكان الوحيد الذي ذكر القرآن فيه اللبأ ؟ أقول : لا ، أنظروا في سورة ياسين الله سبحانه وتعالى يقول " أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون ، وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ، ولهم فيها منافع ومشارب افلا يشكرون ؟ " ولاحظوا في هذه الآية أنه عطف كلمة مشارب على كلمة منافع وفي الآية الأولى في سورة المؤمنين بعدما ذكر أنه يخرج من بطونها قال منافع كثيرة ودائما يربط المنافع بالشراب سبحان الله . أعيد لكم الآية " ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون؟ " .

والله يا جماعة لما تسمعوا حلقات اللبأ والفوائد العظيمة والدراسات والأبحاث العلمية التي أجريت عليه والإعجاز القرآني في ذكره لعلمتم لماذا قال الله سبحانه وتعالى منافع كثيرة . ولذلك ختم الله سبحانه وتعالى الآية ب "أفلا يشكرون" ؟ يعني هذه المنافع العظيمة تحتاج إلى شكر عظيم وأسأل الله سبحانه وتعالى أن أستطيع أن أوصل الفكرة كاملة بالنسبة لموضوع اللبأ حتى نعرف حق الله علينا سبحانه وتعالى بضرورة شكر نعمه ومن أهم هذه النعم اللبأ .

أيضا هناك آية ثالثة الآية المشهورة في سورة النحل في الآية 66 يقول الله سبحانه وتعالى " وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه لبنا خالصا سائغا للشاربين " فإذا علمنا أن اللبأ يحتوي على كل العناصر التي يحتويها اللبن عرفنا أن اللبن فيه جزء من تركيبه لبأ وبالتالي قد تكون هذه الآية برضو تحمل في معناها اللبأ والله أعلم ، ولكن الآيتين الأوليين هم أكيد يعني يذكران اللبأ . ومن هنا اخترنا أن نتكلم عن اللبأ بإذن الله وسنجد فيه المنافع الكثيرة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى .

نبدأ الآن بالمركبات المناعية ، إحنا قلنا ، طبعا شوفوا يا جماعة عشان ما ندخل بالتفصيل والتكرار والإعادة أريد أن أنبه إلى نقطة مهمة ، أنا في قسم اللبن وسيكون عندنا إن شاء الله برنامج الأطيبين في رمضان القادم بإذن الله ، الأطيبين كما قلنا سابقا مأخوذة من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، إن الرسول كان يتمجع لبنا بتمر ويسميهما الأطيبين ، إذن اللبن والتمر . طبعا سنتحدث عن التركيبات والكربوهايدرات والبروتينات والفيتامينات في برنامج الأطيبين إن شاء الله في رمضان القادم والموجودة في اللبن حتى لا نكرر نفس الموضوع لأن اللبأ يحتوي على هذه الأشياء ، سنأخذ الأشياء المتميزة فقط في اللبأ وقلنا حقيقة أن اللبأ يتميز بوجود ماذا ؟ بوجود مركبات مناعية وبوجود عوامل نمو .

طيب ، سنبدأ نحن بالمركبات المناعية . هناك نقطة في غاية الأهمية : أول شيء علم المناعة يا جماعة علم صعب ، هكذا كان يقول طلاب الطب وحتى الاختصاصيون لما كان يكون قسم مناعي أو موضوع مناعي إما يقرؤه بسرعة أو يحاول لأنه يشعر أنه معقد جدا ، أقول بفضل الله سبحانه وتعالى علي لم أكن أجد ذلك إطلاقا ، كنت أجد علم المناعة واحدا من أمتع العلوم وأعظم العلوم على الإطلاق ، ليش يا جماعة ؟ لأنني كنت أرى عظمة الله سبحانه وتعالى وتقدير الله سبحانه وتعالى وكنت أرى في علم المناعة هذه الآية ، الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز " وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء " .

وأنا في الحقيقة كنت أرى في المركبات المناعية سلوكا يشبه سلوك البشر ، هذا نجار وهذا طبيب وهذا يفعل هكذا لأن هذا هاجمه وهذا ينسحب لأنه خاف ، أبداً تماما مثل سلوك البشر . وبالتالي أنا كنت أستمتع متعة رائعة وأنا أدرس علم المناعة وسأحاول إن شاء الله أن أنقل لكم هذه المتعة التي كنت أحسها من خلال المركبات المناعية الموجودة في اللبأ .

طبعاً النقطة المهمة أن المركبات المناعية في الحقيقة إذا أسميناها مناعية حددنا من وظيفتها لأن وظيفتها في الحقيقة تفوق موضوع المناعة ، سنرى كثيرا من المركبات المناعية تفعل أشياء كثيرة ليس لها علاقة بالمناعة وبالتالي نقول إن هذه المركبات المناعية إذا أسميناها مناعية إحنا ظلمناها في الحقيقة لأن وظائفها أكبر من المناعة (Barrett et.al., 2016)  . وبالتالي يا جماعة إعلموا أن المركبات المناعية ومركبات النمو الموجودة في اللبأ هي مركبات تسميتها قاصرة ويفضل أن تسمى بأسماء أفضل من ذلك

طيب إيش موجود من مركبات مناعية في اللبأ ؟ سنبدأ بمركبين : المركب الأول هو الأجسام المضادة والمركب الثاني هو الإنترفيرون . كما تشاهدون أمامكم في الصورة الجسم المضاد عادة يكون بشكل الحرف Y . تابعوا معي في الصورة ونجد سبحان الله إن هذا الجسم المضاد من اسمه هو مضاد لشيء هو جسم مضاد ضد شيء ؟ .. طيب ضد إيش ؟ هذا يا جماعة وجد العلماء أنه مضاد لكل الأجسام الغريبة والغازية والمهاجمة لجسم الإنسان فهو مضاد للجراثيم وهو مضاد للبكتيريا وهو مضاد للفايروسات وهو مضاد لكثير من الأشياء (Carroll et.al., 2015)  ، طبعا سنتحدث عن أنواع الأجسام المضادة وشوفوا سبحان الله هذا الذي ترونه أمامكم في الصورة مبسط وانظروا التعقيد هذا الجزيء لا يكاد يرى بالمجهر ، أنظروا تعقيد ودقة إتقان صنع الله سبحانه وتعالى الذي أتقن كل شيء خلقه سبحانه وتعالى .

وبالتالي نجد أنه بالفعل الجسم المضاد هو من الأشياء العظيمة الموجودة في اللبأ والتي تكون مضادة للفايروسات و الجراثيم والبكتيريا والطفيليات . من أين تفرز هذه الأجسام المضادة ؟ من الكريات البيضاء ، الكريات البيضاء كريات موجودة في الجسم وتقوم بإفراز هذه الأجسام المضادة . إحنا كنا نعرف منذ كنا أطفالا أن الكريات الحمراء تحمل الأوكسجين وفي صفيحات دموية مسئولة عن عملية إيقاف النزف وفيه ماذا ؟ فيه الكريات البيضاء المسئولة عن مناعة الجسم ، طيب ماذا تفعل عشان تسوي مناعة للجسم ؟ إحدى وظائفها ، الخلايا اللمفاوية تحديدا ، أنها تفرز الأجسام المضادة وهذه الأجسام المضادة مضادة كما قلنا للفايروسات والجراثيم .

المركب الثاني المناعي الموجود في اللبأ الذي هو إيش ؟ هذا المركب يسمى بإسم الإنترفيرون ، والإنترفيرون أنواع في الحقيقة . طبعاً حتى تتخيلوا عظمة الإنترفيرون العلماء قالو يجب إحنا أن نصنع الإنترفيرون طبعاً الإنترفيرونات تعطي مناعة ضد الفايروسات بشكل عظيم ، وسنتحدث عن هذه النقطة في الحلقة الأخيرة من حلقات اللبأ ، نقطة إعجازية عظيمة ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم وذكرها بشكل مفصل وأنا سأتحدث عنها إن شاء الله بشكل مفصل ، ولكن العلماء لما عرفوا خصائص الإنترفيرون وأنه في الحقيقة مركب عظيم جدا قالوا ماذا ؟ قالوا يا جماعة : إحنا لازم نصنع الإنترفيرون هذا وبالفعل بدأ العلماء يبحثون ويجتهدون ومخابر ومعامل إلى أن استطاعوا أن يصنعوا الإنترفيرون .

تخيلوا يا جماعة عشان تعرفوا رحمة الله تعالى بالبشر وعظمة الله سبحانه وتعالى خمسين ميلغرام فقط خمسين ميلغرام من الإنترفيرون المصنع من قبل الإنسان يكلف 800 دولار أمريكي ! يعني واحد أصيب بالتهاب في الكبد مصيبة ، ليش مصيبة ؟ لأنه بكل بساطة سيقوم بإنفاق كمية كبيرة من المال من أجل أن يدخل هذا الإنترفيرون . أقول الله الرحمن الرحيم الرؤوف بعباده خلق للناس هذا اللبأ مجانا وهو غني جدا بإنترفيرون أفضل مليون مرة من الإنترفيرون الذي يصنعه الإنسان ، أتعلمون لماذا ؟ لآية في كتاب الله في سورة النحل الآية 17 يقول الله سبحانه وتعالى " أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون ؟ " . الإنترفيرون تبع اللبأ هذا خلق الله ، صنع الله سبحانه وتعالى في حين أن الإنترفيرون الموجود في الأسواق هذا من صنع البشر وشتان ما بينهما أو هو تقليد ، الله سبحانه وتعالى خلق المواد الأساسية وهم يحاولون أن يركبوا مادة تشبه الإنترفيرون الطبيعي أو الحقيقي ، وأقرأ هذه الآية على مسامعكم لتعرفوا عظمة الله وقدر الله سبحانه وتعالى " وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون " .

نأتي الآن إلى الأجسام المضادة .. هذه الأجسام المضادة كما قلنا أجسام مهمة جدا جدا جدا ، ولعلمكم كم نوع من الأجسام المضادة ؟ وجد العلماء أن في جسم الإنسان هناك خمسة أنواع من الأجسام المضادة (Barrett et.al., 2016) ، ما هي ؟ هناك مجموعة كبيرة من الأجسام يعني في هناك أجسام يسمونها ال Igm سنتحدث عنها.. طيب كم نوع موجود في اللبأ نفس الأنواع الموجودة في جسم الإنسان ؟ أربعة ، تخيلو أربع أنواع من الأجسام المضادة موجودة في اللبأ من أصل خمسة موجودة في جسم الإنسان ! معناه شوفوا مقدار تطابق اللبأ مع جسم الإنسان (Abdel-Salam et.al., 2014) ، الله سبحان وتعالى يقول لنا في ذلك " والأرض وضعها للأنام " الأرض للناس سبحان الله وطبعا اللبأ هو من الأبقار أو الأغنام التي تأكل من الأرض ، هو يأتي من أجسامها ومن ثم يأتي إلى أجسامنا . ويقول الله سبحانه وتعالى " والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون " وسبحان الله إذا حدث مشكلة في جسمك الله سبحانه وتعالى خلق هذا الجسم " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير " وخلق لك بنفس اللحظة الأشياء التي تعيد إصلاح القطع التي تخربت ومن ذلك الأجسام المضادة .

كثير من الناس عندهم مناعة ضعيفة . كثيرمن الرجال والنساء المسنين ، مرضى السكري ، مرضى الكلى ، الأمراض المزمنة ، أمراض التهابات المفاصل ، يصاب الناس بضعف في المناعة .. ضعف المناعة هذا يؤدي إلى ضعف بعض الأنواع من الأجسام المضادة .

أعطيكم أمثلة على الأجسام المضادة الموجودة في اللبأ ، كما تشاهدون أمامكم في هذه الصورة هذا الجسم المضاد هو IgG ، هيك إسمه . هذا ال IgG يتميز بأنه مثل حرف ال Y وهو مركب أحادي ، يعني حرف Y واحد فقط ، تمام . هذا المركب ماذا يفعل ؟ نجد في الحقيقة أن هذا المركب وجد العلماء أنه يتشكل ضد الفايروسات القديمة التي أصيبت فيها الأم ، يعني بمعنى الأم في السابق أصيبت بالحصبة الألمانية أو الأم في السابق أصيبت بالحصبة ، أصيبت بجدري الماء إلخ .. هذه الأجسام المضادة ال IgG تتشكل في أجسامها ضد هذه الفايروسات (Carroll et.al., 2015)  وميزة وعظمة ورحمة الله سبحانه وتعالى أنه يجعل هذا الجسم المضاد يخرج مع اللبأ ومع اللبن من ثدي الأم إلى وليدها وهو نفسه هذا موجود سبحان الله في اللبأ . وبالتالي يا جماعة العلماء كانوا يستغربون لماذا الطفل الوليد ، وليد عمره 6 شهور ، لماذا لا تصيبه حصبة ألمانية ؟ ولماذا لا يصيبه جدري الماء ولماذا لا تصيبه الحصبة ، لماذا لا تصيبه هذه الأمراض ؟ لسبب بسيط يا جماعة ، ما هو ؟ هذا السبب هو أن الله سبحانه وتعالى جعل هذه الأجسام المضادة تنزل للوليد خلال الستة شهور الأولى وبالتالي تحميه من هذه الأمراض التي يمكن أن يصاب بها (Carroll et.al., 2015) طيب نفس الشيء نستطيع أن نؤمن حماية وأنا أناشد منظمات الصحة ، مش إنتو بتعملوا حملات ؤؤ وتطعيم وما شابه هذا يساعدكم وخصوصا في الحالات التي لا يمكن تطعيمها يمكن أن تأخذوا أبقار مصابة بهذه الأمراض أصلا وعندها أجسام مضادة جاهزة وتعطوا الأطفال أو تعطوا المريض لبأ هذه الأبقار والأغنام.

نشاهد الآن في السلايد الثاني نشاهد نوعين آخرين ال IgD وال IgE ، هذان الجسمان المضادان في الحقيقة أو جسم مضاد واحد يأخذ شكل مزدوج ، لاحظوا جمال هذا الجسم .. لاحظوا حرفين Y متقابلين مع بعضهما البعض بشكل ذيل إلى ذيل كما تشاهدون ، هذا يكون جزيئه أكبر من الأول ، لماذا ؟ بكل بساطة لأنه يتكون من جزيئين في حين أن IgG الأولاني يتكون من جزيء واحد . طيب ماذا يفعلوا هؤلاء ؟ هؤلاء في الحقيقة يلعبون أدوارا مهمة في عملية الحساسية ، التحسس عند الإنسان(Carroll et.al., 2015)  ، ولكن اكتشف العلماء أن ال IgD بالذات له دور عظيم مضاد للفايروسات وقاتل الفايروسات .

وبالتالي يا جماعة أنا أقول : كثير منا الناس طبيعة عملهم تعرضهم للإصابة بأمراض مثل الأطباء ، الطبيب طول نهاره بالمستشفى ، المستشفى مكان موبوء للجراثيم والفايروسات .. أيضا مثلاً الممرضين العاملين في المختبرات ، المختبرات الجرثومية ، يتعرضون لفايروسات أحياناً فيروسات ، أقول : من كان يتناول اللبأ ويحافظ على تناول اللبأ بلا شك أنه يحمي نفسه من أخطار عدد كبير جدا من الفايروسات لوجود هذا الجسم المضاد .

نأتي إلى الجسم المضاد الأخير الموجود في اللبأ ألا وهو ال IgM والحقيقة إذا تأملناه وجدنا جمالا رائعا ، أنظروا إلى هذا المركب ما أروعه ! خمس جزيئات من حرف ال Y المتحدة تعطي شكلا جميلا . شوفوا خلق الله شوفوا دقة خلق الله ، هذا يا جماعة المنظر لا يشاهد إلا تحت المجهر الإلكتروني وبتكبير فوق المليون مرة حتى يستطيع الإنسان أن يشاهد هذا المصدر الرائع .

طيب ، هذا ال IgM ماذا يعمل ؟ وجدوا أنه جسم مضاد له تأثير مضاد للبكتيريا وللجراثيم . إذا كان ال IgG مضاد للحصبة والحصبة الألمانية وهذه الأشياء فهذا ال IgM هو مضاد للجراثيم والبكتيريا ، إذن لاحظوا يا جماعة هناك تنوع ، اللبأ يحتوي على أجسام مضادة للفايروسات ، أجسام مضادة للبكتيريا وأجسام مضادة لكافة الطفيليات أو الكائنات الدقيقة التي يمكن أن تهاجم الإنسان ومن ثم نقول أن اللبأ يعطي مناعة ضد كافة Microorganisms الكائنات الدقيقة من الفايروسات التي يمكن أن تهاجم الإنسان (Carroll et.al., 2015) .

إن شاء الله سنتحدث في الحلقة القادمة عن موضوع اللاكتوفرين أحد المركبات العظيمة وهذا الموضوع جميل جدا وهذا المركب سلوكه يشبه إلى حد بعيد سلوك الإنسان ، الإنسان المسلم لله وسأريكم كيف هذه المخلوقات مسلمة لله كما أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نقول . وأريد في نهاية هذه الحلقة أن ألخص بعض الأفكار الرئيسة : اللبأ إعرفوا يا جماعة أنه مركب عظيم يحتوي على كل المركبات التي يحتويها اللبن ويزيد بالمركبات المناعية ومركبات النمو التي نشاهدها . اللبأ ذكره الله في القرآن الكريم بصورة غير مباشرة ، قال " وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ( ولم يحدد ما يخرج من بطونها ومنها اللبأ ) ولكم فيها منافع كثيرة

( بدأنا نرى بداية المنافع ) ومنها تأكلون ".

بعد هذا الملخص أود أن أذكركم بأن هناك أجساما مضادة أيضاً موجودة في اللبأ وتساعد الإنسان على صد كثير من الفايروسات والجراثيم . أقول ختام هذه الحلقة أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

المراجع العلمية:

Abdel-Salam, Z., Ghany, S. A. & Harith, M. 2014. Evaluation of immunoglobulins in bovine colostrum using laser induced fluorescence. Talanta, 129, 15-19.

Barrett, K. E., Barman, S. M., Boitano, S. & Brooks, H. L. 2016. Immunity, infection, & inflammation. Ganong’s review of medical physiology, 25e. New York, NY: McGraw-Hill Education.

Cajigas, S. 1992. Instant yogurt composition and process. Google Patents.

Carroll, K. C., Hobden, J. A., Miller, S., Morse, S. A., Mietzner, T. A., Detrick, B., Mitchell, T. G., Mckerrow, J. H. & Sakanari, J. A. 2015. Immunology. Jawetz, melnick, & adelberg’s medical microbiology, 27e. New York, NY: McGraw-Hill Education.

Uruakpa, F., Ismond, M. & Akobundu, E. 2002. Colostrum and its benefits: A review. Nutrition research, 22, 755-767.